العلامات المتحققة للمجيء الثاني للمسيح له المجد : سقــوط مدينــة بابــل


 

قلنا في البداية ان هنالك علامات خاصة ببعض البلدان ، ومن هذه البلدان او تلك الدول هو العراق او ما يسمى ببابل في مصطلح الكتاب المقدس ، وقد عد سقوطها مدينة بابل من العلامات الدالة على قرب المجيء : ( ثم تبعها ملاك آخر قائلا سقطت سقطت بابل المدينة العظيمة لأنها سقت جميع الامم من خمر غضب زناها )( رؤ 14 : 8-9) . وذكر في موضع آخر : ( وصارت المدينة العظيمة ثلاثة اقسام ومدن الامم سقطت وبابل العظيمة ذكرت امام الله ليعطيها كاس خمر سخط غضبه )
( رؤ 16 : 19 )
 هنا علامة واضحة وهي سقوط بابل وهي من العلامات الدالة على قرب المجيء كما ذكرنا .. وطبعا سيكون سؤالكم التالي : ما المقصود من بابل ؟وهل هي بابل التي سقطت يعني بابل القديمة التي بنيت في عهد نبوخذ نصر ؟؟
ونقول لا يقصد بابل القديمة تلك ..فسقوط تلك المملكة العظيمة التي بزغ نجمها وذاع صيتها في سالف الزمان ليس هو المراد من اعتباره علامة لأن بابل قد سقطت عام 539 ق.م ولم يحصل المجيء الثاني بل ان المسيح له المجد قد ظهر بعدها بما يزيد على الخمس قرون فكيف نعتبر سقوطها علامة ؟..اكيد المقصود من سقوط هذه المملكة هي مدينة اخرى لها نفس الاهمية التاريخية وكذلك تشترك مع بابل القديمة بالموقع الجغرافي والثقل الحضاري والسياسي معا .من هنا نود ان نكشف عن هذه المدينة ..من الواضح ان الذي يقرا هذه النصوص من الأسفار المقدسة يعرف ان الأهمية التاريخية التي كانت لبابل العظيمة قد انتقل الى مدينة اخرى مدينة لها نفس الثقل التاريخي كما قلنا والسياسي وهي مدينة " بغداد" حيث لم تعرف وادي الرافدين او ارض العراق مدينة توازي ثقل بابل مثل مدينة بغداد .. نعم هنالك مدن عظيمة مثل آشور او نينوى او سومر وكانت لها حضارات كبيرة كذلك لكن الكتاب المقدس يتحدث عن مدينة سيكون لسقوطها اثر كبير على نفوس الشعوب وكذلك التجار الذين يديرون تجارتهم وثرواتهم فيها وسنفصل هذه المسألة بعد قليل .. وهي قريبة من الناحية الزمنية على مجيء المسيح الثاني وكل الممالك التي ذكرنا قبل قليل والمدن هي بعيدة نسبيا عن عهد المسيح الاول فضلا عن الثاني لذلك نستنتج ان المدينة المقصودة هي مدينة كبيرة تبقى الى وقت قريب من زمن عودة المسيح ويكون لسقوطها اثر عظيم في تقريب الزمن ويكون علامة دالة للمؤمنين المترقبين للخلاص الالهي .
ولم يذكر الكتاب المقدس صراحة اسم مدينة بغداد لأنه قد كتب في زمن قديم قبل الفي عام او اقل من ذلك ، وأن رؤيا يوحنا كتبت منذ زمن قديم كذلك فلو كانت تفاصيل الرؤيا التي اراها الروح او الملاك للقديس يوحنا ذات ملامح مستقبلية او حديثة ستكون مبهمة وغير مفهومة فالكتب المقدسة تنزل دائما بلغة العصر وبمستوى عقول الناس في ذلك الزمن مع ذلك فأنها تراعي مسالة ملائمة الأسفار لجميع العصور لأننا نعلم ونؤمن ان الكتاب المقدس يصلح لكل الازمان وهو السر في ديمومته الى اليوم ودليل قدسيته وعلو شانه بين سائر الكتب الاخرى البشرية .. على كل حال فان الوحي او نصوص الكتاب يجب ان تكون مشفرة وفيها اشارات ليست صريحة في كل الحالات بل يحتاج الباحث عن الحقائق ان يجمع النصوص المقدسة ويربط فيما بينها ليصل الى ما يريد الرب ان يتكلم به مع المؤمنين في كل عصر .
وسنعطيكم بعض من هذه النصوص التي يفهم من مجملها قبل ان بابل تعني بغداد في زمن المجيء او قبله بقليل .عندما نقرأ تفاصيل في رؤيا يوحنا تصف فيها النصوص هذه المدينة نعرف ما المقصود فعلا منها .. اولا هذا النص( ثم جاء واحد من السبعة ملائكة الذين معهم السبعة جامات وتكلم معي قائلا لي هلم فأريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة ) طبعا نعلم ان بغداد تشتهر منذ سالف الزمان بمرور نهرين كبيرين عظيمين فيهما وهما دجلة والفرات حيث يمر دجلة في وسطها والفرات في بعض اطرافها ، وقد سمي العراق من قبل ببلاد ما بين النهرين وبلاد الرافدين ، اشارة الى هذين النهرين العظيمين ، وبغداد هي عاصمة العراق وعاصمة بلاد النهرين والرافدين ، ويعتبران ثروة مائية عظيمة للبلاد ككل ولذلك ذكرت الرؤيا انها (جالسة على المياه الكثيرة ) ومع ان يوحنا يفسر معنى المياه الكثيرة الى الشعوب والقبائل والامم واللغات التي تضمها هذه المدينة حيث ذكر في موضع آخر : ( ثم قال لي المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة هي شعوب وجموع وامم والسنة ) وهذه الاخرى منطبقة تماما على العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص حيث اشتهر العراق انه بلد الطوائف والمذاهب والاديان وفيه عموما وبغداد خصوصا يعيش العرب مع الاكراد والمسلمين مع المسيحيين والصابئة وحتى الأيزيديين ، وهنالك المسيحيين السريان وهنالك الآشوريين والكلدان والأرمن وكثير من المسميات واللغات والطوائف والاديان ما يطول شرحه هنا .. في كل الاحوال فان بغداد موصوفة انها متنوعة في اطياف اهلها وسكانها يتكلمون لغات عديدة بحسب انتماءاتهم المختلفة وكذلك مشهورة بالمياه الكثيرة اي الثروة المائية وكلا المعنيين صحيح وينطبق انطباقا واضحا عليها .
وقد وصفت بغداد في السفر المقدس بالزانية وسنبين لكم سبب هذه التسمية..
اولا نرجع الى معنى الزنا اصطلاحا فهو يراد به الدخول في المراة بغير وجه حق ولا عقد ما بينهما ، هذا هو معنى الزنا ... اما وصف المدينة بالزانية فهو اشارة الى الدخول الى هذه المدينة بغير وجه حق مثل الزنا تماما .. حيث نقرا في التأريخ ان بغداد من اكثر المدن التي تعرضت الى خراب وتدمير ودخول للملوك الجبابرة والقادة المستبدين الذين دخلوا اليها دون وجه حق مثلما حصل في سقوطها على ايدي المغول بقيادة هولاكو ..حيث تدمرت حتى تغير ماء نهر دجلة الى اللون الاحمر بعد احتلالها على يد هولاكو ..وفيما بعد سقطت تاريخيا على يد العثمانيين والانكليز .. كل تلك الحكومات قد كانت لها اطماع في بغداد على مر العصور بسبب خيراتها وخيرات العراق الذي هي عاصمته ، وقد دخلتها تلك القوى الغاشمة عنوة وبغير وجه حق وبدون رضا اهلها وسكانها وهذا يجسد معنى الزنا . . الزنا الذي يصفه الكتاب انه من سمات هذه المدينة . 
واذا سألتم وقلتم ان الدخول كان عنوة على بغداد فلماذا توصف بالزانية ؟
فنقول هي وصفت بالزانية لأنه زنا معها الملوك كما في نص الكلام : ( التي زنا معها ملوك الأرض وسكر سكان الأرض من خمر زناها ) يعني هي كانت شريكة بالفعل لأنها تسببت بسبب خيراتها ونعيمها بمقتل الكثير من القديسين ودخول اولئك الملوك الغاصبين المغتصبين ليرتكبوا تلك الافعال المشينة .
وان سقوط بغداد عام 2003 هو المعني بالعلامة الدالة على قرب المجيء فقد سقطت بغداد على ايدي القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها في عام 2003 بما يسمى حرب الخليج الثانية وهي من العلامات الواضحة التي دلت على قرب مجيء المخلص الموعود كما ذكر الكتاب ، وقد تحقق فعلا مجيء المسيح وهنالك من التقى بالسيد المسيح له المجد على الأرض وجها لوجه وقد بدا المسيح بدعوته الجديدة في هذه الفترة تقريبا .
و لقد بدا تحرك المسيح شبيه الانسان والمعزي الذي فصلنا الحديث عنه في المواضيع السابقة في هذه الفترة بالذات ..و في هذه السنة بدأت دعوته بالانتشار وبدأ يلتقي بالتلاميذ الجدد في التجديد الذي ذكرناه .
وان بغداد ستسقط مرتين فقد سقطت مرة وستسقط المرة الثانية ..وقد استند هذا المفهوم من رؤيا يوحنا في اشارة الى حدوث سقوطين لمدينة بابل ..اولا في الإصحاح الرابع عشر : ( ثم تبعه ملاك آخر قائلا سقطت سقطت بابل المدينة العظيمة لأنها سقت جميع الامم من خمر غضب زناها ( رؤ 14 : 8) ..وثانيا ورد سقوط بابل في الإصحاح الثامن عشر ( ثم بعد هذا رأيت ملاكا آخر نازلا من السماء له سلطان عظيم وأستنارت الارض من بهائه وصرخ بشدة بصوت عظيم قائلا سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكنا لشياطين ومحرسا لكل روح نجس ومحرسا لكل طائر نجس ممقوت ) رؤ 18 : 1 – 2 .
الملاحظ من النصين ورود كلمة سقوط بغداد او سقوط بابل مرتين وهي اشارة ضمنية الى سقوطها مرتين .. قبل وخلال زمن المجيء الثاني للمسيح له المجد . فهو وعد الهي ان تسقط هذه المدينة مرتين وقد تحقق واحدا وتزامن مع عودة المسيح الينا والى تلاميذه في عام 2003 وسيتكرر السقوط لكن بظروف اخرى في قادم السنين والأيام ربما .المتوقع ان الطائفية المقيتة وتناميها في العراق والشرق الأوسط عموما ستسبب في سقوطها كردة فعل ارتدادية لما يحصل في سوريا والشام .

0 التعليقات: